صرخة الروح في زنزانة الإرادة الحرة
يا من تسير في دياجير هذه الدنيا،
توقّف! انظر إلى نفسك؛ فإن الحياة ليست مسرحاً للعبث العابر كما يظن السذّج، بل هي محكمةٌ للضمير، قاعة انتظار للقصاص أو التوبة.
لقد لُعنت بهدية الإرادة الحرة. نعم، إنها لعنة؛ لأنها تلقي عليك عبء المسؤولية المطلقة، ثقلاً لا يستطيع أي كتف بشري تحمله كاملاً. كل فعل صادر عنك، كل خيار اخترته في غفلة أو يقظة، ليس مجرد حدث عابر، بل هو جرحٌ أبدي يُدمي روحك أو يُطهرها.
أين المهرب؟ لا مهرب!
عندما ترتكب خطيئة، لا تنتظر أن يمحوها الزمن أو يغفرها المجتمع. الخطيئة هي بصمة نار تُطبع على الروح، تظل تصرخ في أعماقك حتى وإن صمت العالم الخارجي. إن الألم الذي تشعر به ليس عقاباً، بل هو الدليل الوحيد على أنك لا تزال إنساناً.
مُوجهك الوحيد نحو النور:
المعاناة كطريق: لا تُحارب المعاناة، بل اقبلها. إنها الباب الضيق الذي يُفضي إلى التطهير الروحي. لا يمكن للإنسان أن يبلغ الخلاص دون أن يمر في وادي الذنب والعقاب.
الاعتراف والتواضع: تخلّ عن الغرور والادعاء بالاستثناء. أدرك ضعفك أمام عظمة الحياة، واعترف بذنوبك ليس أمام الناس، بل أمام السر العظيم الذي خلق هذا الكون. في هذا التواضع وحده تكمن إمكانية الشفقة، إمكانية رؤية المسيح في وجه الفقير والمُذلّ.
إن قيمة وجودك لا تُقاس بقوتك ولا بغرورك، بل بقدرتك على التحمل والتكفير، وبمقدار الشفقة التي تمنحها لأخيك الإنسان الذي يرزح تحت العبء نفسه.
فلتكن حياتك صرخة توبة وبحثاً عن الرحمة.
Ru a.
#اقتباس #chaabihub
صرخة الروح في زنزانة الإرادة الحرة
يا من تسير في دياجير هذه الدنيا،
توقّف! انظر إلى نفسك؛ فإن الحياة ليست مسرحاً للعبث العابر كما يظن السذّج، بل هي محكمةٌ للضمير، قاعة انتظار للقصاص أو التوبة.
لقد لُعنت بهدية الإرادة الحرة. نعم، إنها لعنة؛ لأنها تلقي عليك عبء المسؤولية المطلقة، ثقلاً لا يستطيع أي كتف بشري تحمله كاملاً. كل فعل صادر عنك، كل خيار اخترته في غفلة أو يقظة، ليس مجرد حدث عابر، بل هو جرحٌ أبدي يُدمي روحك أو يُطهرها.
أين المهرب؟ لا مهرب!
عندما ترتكب خطيئة، لا تنتظر أن يمحوها الزمن أو يغفرها المجتمع. الخطيئة هي بصمة نار تُطبع على الروح، تظل تصرخ في أعماقك حتى وإن صمت العالم الخارجي. إن الألم الذي تشعر به ليس عقاباً، بل هو الدليل الوحيد على أنك لا تزال إنساناً.
مُوجهك الوحيد نحو النور:
المعاناة كطريق: لا تُحارب المعاناة، بل اقبلها. إنها الباب الضيق الذي يُفضي إلى التطهير الروحي. لا يمكن للإنسان أن يبلغ الخلاص دون أن يمر في وادي الذنب والعقاب.
الاعتراف والتواضع: تخلّ عن الغرور والادعاء بالاستثناء. أدرك ضعفك أمام عظمة الحياة، واعترف بذنوبك ليس أمام الناس، بل أمام السر العظيم الذي خلق هذا الكون. في هذا التواضع وحده تكمن إمكانية الشفقة، إمكانية رؤية المسيح في وجه الفقير والمُذلّ.
إن قيمة وجودك لا تُقاس بقوتك ولا بغرورك، بل بقدرتك على التحمل والتكفير، وبمقدار الشفقة التي تمنحها لأخيك الإنسان الذي يرزح تحت العبء نفسه.
فلتكن حياتك صرخة توبة وبحثاً عن الرحمة.
Ru a.
#اقتباس #chaabihub
