إعلان مُمول
شبح البحار الأخير
على ساحل وهران العتيق، حيث تتكسر الأمواج على الصخور، تقف منارة قديمة تُعرف باسم "منارة الصمت". يروي السكان المحليون قصصًا عن شبح بحار يُدعى "إلياس"، كان يعشق البحر لكنه اختفى في عاصفة هوجاء قبل عقود.
كان "أمين"، شاب وحيد يعمل حارسًا للمنارة، لا يؤمن بهذه الخرافات. قضي لياليه يراقب البحر بهدوء، مستمعًا لصرير الرياح وصوت الأمواج. لكن في ليلة شتوية عاصفة، بينما كانت الأمواج تتلاطم بعنف على الصخور، شعر أمين ببرودة غريبة تملأ المكان. لم تكن برودة الجو، بل إحساسًا بأن هناك شيئًا آخر في الغرفة.
تسلل إلى أذنيه صوت خافت يشبه تنهيدة بعيدة، ثم بدأ ضوء المنارة يتذبذب بشكل غريب. تجمد أمين في مكانه عندما رأى ظلًا باهتًا يمر عبر باب الغرفة الزجاجي، بدا وكأنه يرتدي معطفًا بحريًا قديمًا. حاول أن يتحدث، لكن صوته خانه. تبعه الظل إلى سلم المنارة الحلزوني، الذي كان يصدر أصوات صرير مع كل خطوة غير مرئية.
وصل الظل إلى أعلى المنارة، وتوقف عند النافذة الكبيرة المطلة على البحر. وقف هناك للحظات طويلة، وكأنه يحدق في العاصفة. ثم التفت ببطء نحو أمين، وكشف عن وجه شاحب، وعينين غائرتين مليئتين بالحزن والأسى. لم يكن وجهًا مخيفًا بقدر ما كان حزينًا بشكل لا يصدق. تمتم الظل بكلمات غير واضحة، وكأنها همسات عن بحر هائج ووعود مكسورة.
شعر أمين بقلبه ينقبض. لم يكن الشبح هنا ليؤذيه، بل كان يبحث عن السلام. فجأة، بدأت عاصفة بحرية عاتية تضرب المنارة بقوة غير مسبوقة. تكسرت النافذة الأمامية بفعل قوة الرياح والأمواج الهائلة. وفي تلك اللحظة، مد الشبح يده الباهتة نحو البحر، وكأن شيئًا ما كان يسحبه.
صرخ أمين، وحاول الإمساك بالشبح، لكن يده مرت من خلاله. في تلك اللحظة، اختفى الشبح تمامًا في قلب العاصفة الهائجة، تاركًا أمين وحيدًا في المنارة المكسورة، مع صوت الرياح الذي بدا وكأنه يرتل أغنية جنائزية.
عاش أمين بقية حياته في المنارة، لكنه لم يعد هو نفسه. أصبح صامتًا، وعيناه تحملان نظرة حزينة وكأنهما رأتا شيئًا لا يمكن تفسيره. كان يحدق في البحر لساعات طويلة، وكأنه ينتظر عودة ذلك الشبح الحزين. وفي كل ليلة عاصفة، كان يضيء المنارة بقوة أكبر، أملًا في أن يهتدي "إلياس" أخيرًا إلى بر الأمان، أو ربما، ليجد هو نفسه بعض السلام في هذا العالم المليء بالخسائر. مات أمين في النهاية وهو يحدق في البحر، وبدا وكأنه انضم إلى شبح البحار الأخير.
#chaabihub #dzz #tiktok
شبح البحار الأخير على ساحل وهران العتيق، حيث تتكسر الأمواج على الصخور، تقف منارة قديمة تُعرف باسم "منارة الصمت". يروي السكان المحليون قصصًا عن شبح بحار يُدعى "إلياس"، كان يعشق البحر لكنه اختفى في عاصفة هوجاء قبل عقود. كان "أمين"، شاب وحيد يعمل حارسًا للمنارة، لا يؤمن بهذه الخرافات. قضي لياليه يراقب البحر بهدوء، مستمعًا لصرير الرياح وصوت الأمواج. لكن في ليلة شتوية عاصفة، بينما كانت الأمواج تتلاطم بعنف على الصخور، شعر أمين ببرودة غريبة تملأ المكان. لم تكن برودة الجو، بل إحساسًا بأن هناك شيئًا آخر في الغرفة. تسلل إلى أذنيه صوت خافت يشبه تنهيدة بعيدة، ثم بدأ ضوء المنارة يتذبذب بشكل غريب. تجمد أمين في مكانه عندما رأى ظلًا باهتًا يمر عبر باب الغرفة الزجاجي، بدا وكأنه يرتدي معطفًا بحريًا قديمًا. حاول أن يتحدث، لكن صوته خانه. تبعه الظل إلى سلم المنارة الحلزوني، الذي كان يصدر أصوات صرير مع كل خطوة غير مرئية. وصل الظل إلى أعلى المنارة، وتوقف عند النافذة الكبيرة المطلة على البحر. وقف هناك للحظات طويلة، وكأنه يحدق في العاصفة. ثم التفت ببطء نحو أمين، وكشف عن وجه شاحب، وعينين غائرتين مليئتين بالحزن والأسى. لم يكن وجهًا مخيفًا بقدر ما كان حزينًا بشكل لا يصدق. تمتم الظل بكلمات غير واضحة، وكأنها همسات عن بحر هائج ووعود مكسورة. شعر أمين بقلبه ينقبض. لم يكن الشبح هنا ليؤذيه، بل كان يبحث عن السلام. فجأة، بدأت عاصفة بحرية عاتية تضرب المنارة بقوة غير مسبوقة. تكسرت النافذة الأمامية بفعل قوة الرياح والأمواج الهائلة. وفي تلك اللحظة، مد الشبح يده الباهتة نحو البحر، وكأن شيئًا ما كان يسحبه. صرخ أمين، وحاول الإمساك بالشبح، لكن يده مرت من خلاله. في تلك اللحظة، اختفى الشبح تمامًا في قلب العاصفة الهائجة، تاركًا أمين وحيدًا في المنارة المكسورة، مع صوت الرياح الذي بدا وكأنه يرتل أغنية جنائزية. عاش أمين بقية حياته في المنارة، لكنه لم يعد هو نفسه. أصبح صامتًا، وعيناه تحملان نظرة حزينة وكأنهما رأتا شيئًا لا يمكن تفسيره. كان يحدق في البحر لساعات طويلة، وكأنه ينتظر عودة ذلك الشبح الحزين. وفي كل ليلة عاصفة، كان يضيء المنارة بقوة أكبر، أملًا في أن يهتدي "إلياس" أخيرًا إلى بر الأمان، أو ربما، ليجد هو نفسه بعض السلام في هذا العالم المليء بالخسائر. مات أمين في النهاية وهو يحدق في البحر، وبدا وكأنه انضم إلى شبح البحار الأخير. #chaabihub #dzz #tiktok
Love
Like
5
0 التعليقات 0 المشاركات 182 مشاهدة
Chaabi https://chaabihub.com