سر شاطئ الغربان
في ركنٍ ناءٍ من سواحل موريتانيا، حيث يلتقي المحيط الشاسع بالصحراء القاحلة، يقع شاطئ يعرفه القليلون باسم "شاطئ الغربان". لا تُسمع فيه سوى حفيف الرمال تحت الرياح العاتية، وصوت النورس المتقطع، وحفيف أجنحة الغربان التي لا تغادر المكان أبدًا.
كانت "ليلى" فتاة شابة تعشق المغامرة والتصوير. سمعت عن الأساطير التي تحيط بشاطئ الغربان: قصص عن سفن تجارية اختفت بلا أثر، وصيادين ابتلعتهم الأمواج، وأصوات همسات تخرج من أعماق المحيط في الليالي المقمرة. لم تصدق شيئًا من ذلك، بل رأت فيه مادة غنية لعدسة كاميرتها.
في إحدى الليالي، بعد غروب الشمس بقليل، وصلت ليلى إلى الشاطئ. كانت الغربان تحوم فوقها بأعداد هائلة، كأنها تحرس شيئًا ما. الهواء كان باردًا وثقيلًا، وكأن المكان يتنفس ببطء. التقطت ليلى بعض الصور لغروب الشمس، ثم بدأت تتجول على الشاطئ بحثًا عن زوايا جديدة.
بينما كانت تسير، لاحظت شيئًا غريبًا على الرمال: سلسلة من آثار أقدام بشرية تختفي فجأة عند حافة الماء. لم تكن آثارًا عادية، بل بدت وكأنها آثار شخص يسحب شيئًا ثقيلًا، أو ربما يُسحب هو نفسه. تبعتها ليلى بفضول ممزوج بالخوف، لكنها اختفت تمامًا عند خط الأمواج.
فجأة، ارتفع صوت عويل خافت من عمق البحر. لم يكن صوت رياح أو أمواج، بل كان صوتًا بشريًا مكتومًا، مليئًا باليأس. تجمدت ليلى في مكانها، وعيون الغربان كانت تراقبها من الأعلى. حاولت أن تقنع نفسها بأنها مجرد هلوسات، لكن الصوت تكرر، هذه المرة أقرب وأكثر وضوحًا.
شعرت ليلى ببرودة قارسية تلف جسدها، وكأن يدًا خفية امتدت من أعماق البحر لتلامسها. نظرت إلى المحيط المظلم، ورأت وميضًا خافتًا يظهر ويختفي تحت السطح، كأنه ضوء مصباح يدوي غارق. في تلك اللحظة، رأت ظلاً يتحرك ببطء شديد تحت الأمواج، شكلاً غير واضح، لكنه كان ضخمًا ومخيفًا.
أدركت ليلى أن ما يحدث ليس مجرد خرافة. التقطت الكاميرا ورفعتها لالتقاط صورة للظل، لكن قبل أن تتمكن من ذلك، انبعثت رائحة كريهة من البحر، رائحة شيء متعفن وغريب. ثم، وبسرعة خاطفة، اختفى الوميض والظل، وعاد كل شيء إلى صمته المخيف.
ركضت ليلى عائدة إلى سيارتها، وقلبها يخفق بعنف. لم تنظر خلفها، لكنها شعرت بأن عيون الغربان تتبعها حتى اللحظة الأخيرة. لم تعد إلى شاطئ الغربان أبدًا، ولا تزال تتساءل حتى اليوم عن سر ذلك الظل وتلك الأصوات، وعن مصير صاحب آثار الأقدام التي اختفت عند حافة الماء. فهل كان الشاطئ يحرس سرًا أقدم من الزمن، أم أن شيئًا ما في أعماق المحيط كان يطارد أرواح الغارقين؟
#tiktok #dzz #explore
سر شاطئ الغربان
في ركنٍ ناءٍ من سواحل موريتانيا، حيث يلتقي المحيط الشاسع بالصحراء القاحلة، يقع شاطئ يعرفه القليلون باسم "شاطئ الغربان". لا تُسمع فيه سوى حفيف الرمال تحت الرياح العاتية، وصوت النورس المتقطع، وحفيف أجنحة الغربان التي لا تغادر المكان أبدًا.
كانت "ليلى" فتاة شابة تعشق المغامرة والتصوير. سمعت عن الأساطير التي تحيط بشاطئ الغربان: قصص عن سفن تجارية اختفت بلا أثر، وصيادين ابتلعتهم الأمواج، وأصوات همسات تخرج من أعماق المحيط في الليالي المقمرة. لم تصدق شيئًا من ذلك، بل رأت فيه مادة غنية لعدسة كاميرتها.
في إحدى الليالي، بعد غروب الشمس بقليل، وصلت ليلى إلى الشاطئ. كانت الغربان تحوم فوقها بأعداد هائلة، كأنها تحرس شيئًا ما. الهواء كان باردًا وثقيلًا، وكأن المكان يتنفس ببطء. التقطت ليلى بعض الصور لغروب الشمس، ثم بدأت تتجول على الشاطئ بحثًا عن زوايا جديدة.
بينما كانت تسير، لاحظت شيئًا غريبًا على الرمال: سلسلة من آثار أقدام بشرية تختفي فجأة عند حافة الماء. لم تكن آثارًا عادية، بل بدت وكأنها آثار شخص يسحب شيئًا ثقيلًا، أو ربما يُسحب هو نفسه. تبعتها ليلى بفضول ممزوج بالخوف، لكنها اختفت تمامًا عند خط الأمواج.
فجأة، ارتفع صوت عويل خافت من عمق البحر. لم يكن صوت رياح أو أمواج، بل كان صوتًا بشريًا مكتومًا، مليئًا باليأس. تجمدت ليلى في مكانها، وعيون الغربان كانت تراقبها من الأعلى. حاولت أن تقنع نفسها بأنها مجرد هلوسات، لكن الصوت تكرر، هذه المرة أقرب وأكثر وضوحًا.
شعرت ليلى ببرودة قارسية تلف جسدها، وكأن يدًا خفية امتدت من أعماق البحر لتلامسها. نظرت إلى المحيط المظلم، ورأت وميضًا خافتًا يظهر ويختفي تحت السطح، كأنه ضوء مصباح يدوي غارق. في تلك اللحظة، رأت ظلاً يتحرك ببطء شديد تحت الأمواج، شكلاً غير واضح، لكنه كان ضخمًا ومخيفًا.
أدركت ليلى أن ما يحدث ليس مجرد خرافة. التقطت الكاميرا ورفعتها لالتقاط صورة للظل، لكن قبل أن تتمكن من ذلك، انبعثت رائحة كريهة من البحر، رائحة شيء متعفن وغريب. ثم، وبسرعة خاطفة، اختفى الوميض والظل، وعاد كل شيء إلى صمته المخيف.
ركضت ليلى عائدة إلى سيارتها، وقلبها يخفق بعنف. لم تنظر خلفها، لكنها شعرت بأن عيون الغربان تتبعها حتى اللحظة الأخيرة. لم تعد إلى شاطئ الغربان أبدًا، ولا تزال تتساءل حتى اليوم عن سر ذلك الظل وتلك الأصوات، وعن مصير صاحب آثار الأقدام التي اختفت عند حافة الماء. فهل كان الشاطئ يحرس سرًا أقدم من الزمن، أم أن شيئًا ما في أعماق المحيط كان يطارد أرواح الغارقين؟
#tiktok #dzz #explore